آخر تحديث :الإثنين-09 يونيو 2025-04:37م

مجلة جرهم


الخلوات.. الاختبار الحقيقي للنفس

الخلوات.. الاختبار الحقيقي للنفس

الإثنين - 09 يونيو 2025 - 04:37 م بتوقيت عدن

- مجلة جرهم ــ بكر الشامي

مقدمة
حين يجول الإنسان المسلم بفكره في الأيام الخوالي، وما كان عليه المتقدمون من تواضع الحياة وانحصار أهلها في بوتقة مجتمع صغير، لا يعدو أن يتجاوز سوقًا وبادية تقل فيهما أسباب تحصيل الخلوة، وتضعف دواعي البحث عنها، وهو ينظر لحاضرنا اليوم ويقارنه بالأمس القريب تصيبه الدهشة من تيسُّر أسباب الخلوة الآن وأماكنها وأمنها وكثرة الداعين إليها بأنفسهم وأموالهم، وذلك لا شك من عظيم البلاء واختبار النفس وتمحيص ثباتها، والعاقل الذي يخشى ربه يَسبَحُ بقلبه وعقله فيما تؤول إليه الخلوات التي يحضرها الشيطان وتأمر بها النفس الأمارة بالسوء، وما يترتب عليها من حصول الشر ووقوع الضرر البالغ في الدين والدنيا على من استهوته نفسه وأضلته شهوته ونال منه الشيطان، وجره إلى السقوط وجرأه على معصية الله ليعلن براءته منه بعد ذلك {فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: 22]، {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]، و{يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]، و{يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5]، وتقوى الله هي الخوف منه في السر والعلن والظاهر والباطن، وتجنب الشهوات والشبهات وإصلاح الخوافي والسرائر.
قلبية وجسدية
سواء كانت الخلوات للطاعة أو للمعصية فإنها تنقسم إلى قلبية وجسدية، وتتنوع بين الاعتقاد والعمل، ويظل الإنسان في خلوات المعصية على شر عظيم وبلاء مستطير وامتحان عسير قلّ من ينجح فيه ويفلت من شباكه {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} [المائدة: 94]، ومن الاعتقادات الشك والشرك والنفاق وكل ما يدور في القلب والنفس من أمور كثيرة لا يطلع عليها إلا الله {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284]، ويليها خلوات المعاصي كالحسد والبغضاء والرياء والكبر والغرور وسوء الظن والفخر والخيلاء والأمن من مكر الله والفرح والسرور بأذى المسلمين، وكل عمل قلبي يسترسل معه الإنسان ولا يراقب الله فيه كالتفكر في المحرمات واستحضارها في خيال العبد وعدم محاربة النفس في ذلك، يعد من ذنوب خلوات القلوب التي توعد الله عليها بالعقاب وتلحق بصاحبها الضرر الديني والدنيوي.
المعاصي في الخلوة الجسدية تكون مرتبطة بالابتعاد عن المجتمع أو الأشخاص وعدم مراقبة الله، وبالتالي ممارسة الأفعال المحرمة في عزلة مثل الزنا أو تعاطي المخدرات، أو السرقة والنظر إلى المحرمات وغير ذلك، وخاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي سهل على الإنسان ارتكاب كل هذه المحرمات في مأمن من أعين الناس ومراقبتهم، واستهوانًا بنظر الله الذي يرى ويطلع على كل شيء {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } [غافر: 19]، وقد ذُكر عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان ينشد هذين البيتين إما له أو لغيره:
إذَا مَا خَلَوتَ الدهْرَ يَومًا فَلا تَقُل:
خَلَوتُ، وَلكن قُل عَليَّ رَقيبُ
وَلا تَحْسَبَن الله يَغْفُل ساعةً
وَلا أنَّ مَا يَخْفى عَلَيْه يَغيبُ
في هذه الحالة يكون الانفصال الجسدي عن الناس هو العامل المحوري، وقد ورد في حديث ابن ماجه الذي صححه الألباني يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا) قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَلَّاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ، قَالَ: (أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا)، ومما ورد في هذا الأمر قول الشاعر:
وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيْبَةٍ فِي ظُلْمَةٍ
والنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلَى الطُّغْيَانِ
فاسْتَحْيِي مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا:
إِنَّ الَّذي خلَقَ الظَّلامَ يَرَاني
خلوات الطاعة
وبالمقابل كما أن هناك خلوات للمعصية فإن هناك خلوات للطاعة، وتنقسم أيضًا بين قلبيَّة وجسدية ولها أجر عظيم، بل وهي من موجبات محبة الله ومغفرته ورحمته، وكما أن معظم ذنوب الخلوات سواء كانت قلبية أو جسدية ترقى إلى أشد الكبائر والموبقات كالشرك والزنا والنفاق والتقية التي يستخدمها البعض، وغيرها مما لا يطَّلع عليه إلا الله، فهناك من أمور الطاعة ونوافلها وعباداتها عندما يخلو المرء بنفسه بعيدًا عن أنظار الناس مخلصًا لله في نوافله وطاعته، منها ما هو متعلق بالقلوب كإصلاح النية والتفكر في ملكوت الله، ومحاسبة النفس وحسن الظن بالله، وغيرها من الطاعات الدالة على صلاح النفوس، وقد ورد من النفوس في القرآن النفس المطمئنة والنفس اللوامة، وأيضًا سلامة القلوب، يقول تعالى في سورة الشعراء: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}، ويقول عن إبراهيم في سورة الصافات: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(87)}، وتعتبر طاعات الخلوات -أو عبادة السر- ذات فضل عظيم، قال عليه الصلاة والسلام: (من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل)؛ صحيح الجامع، كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وفيه: (ورجل تصَدَّق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، وفيه أيضًا: (رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)، وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الله يحبُّ العبد التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ)؛ رواه مسلم.
ومن أمثلة عبادة السر: صلاة الليل، قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } [السجدة: 16]، وكذلك نوافل الصلوات في البيت، وقضاء حوائج الناس، خصوصًا الأرامل واليتامى، والذكر والصيام وصدقة السر.
الاختبار الحقيقي
ليس من أحد إلا ويخلو بنفسه، وتتهيأ له أسباب معصية الله ومخالفة أمره، فيقف أمام ورقة الامتحان الكبير ليرى الله منه صدق خشيته وتعظيمه وتجنب الوقوع في محظوراته، وتلك لعمري هي محك النجاة أو الهلاك، وفي سورة الرحمن يقول تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)}، وفي النازعات {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}، وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: <من اشتاق إلى الجنة؛ سلا عن الشهوات في الدنيا>.
إن خشية الله سبحانه وتعالى تقف سدًا منيعًا للعبد في خلواته من اقتراف موجبات غضب الله وعذابه، وهي شعور متجذر في قلب العبد الصادق يكتسبه من معرفته بالله وخوفه منه وإيمانه بعقابه حين تنفضح السرائر وتُعرض الخوافي، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]، يعني لا يخفى منكم حال ولا عمل ولا نفس، حينها تظهر خلوات القلوب والأجساد وينكشف المستور وتظهر الحقائق ومعها تتجلى الندامة والحسرات {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167]،
وفي الغيب عند تيسر أسباب الذنوب ويختفي المطلعون عليك إلا الله، إذ يحاصرك الابتلاء والسقف والجدران وتسلط الإغواء والإغراء والأعداء من حولك ومن نفسك كما قال الشاعر:
إنِّي بُلِيْتُ بأرْبَعٍ مَا سُلِّطُوا
إلَّا لِطولِ شَقَاوَتي وعَنَائي
إبليسُ والدُّنْيا ونَفْسِي والهَوى
كَيْفَ الخَلَاصُ؟ وكُلُّهُمْ أَعْدَائي!
فإما المخافة وإما المخالفة، وإما الاستسلام والوقوع أو الخشية والإنابة والرجوع، وهنا مغفرة وأجر كبير وصدق الله إذ يقول: {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 49] ويقول في سورة الملك: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك: 12]
أي: في جميع أحوالهم { لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} أي لذنوبهم، وإذا غفر الله ذنوبهم؛ وقاهم شرها، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.
معاذ الله
وفي معركة الخلوات خلد القرآن قصة نبينا يوسف عليه السلام بعد أن توفرت له كل المغريات، فخلوة آمنة ومكان هني ووعود عظيمة وزوجة العزيز وشباب وفتوة، ولكنها هيهات غلبت {هَيْتَ لَكَ}، و{مَعَاذَ اللَّهِ} غلبت الإغراء، ورعاية نعمة اختصرها بقوله {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 24] أدرك أن وقوعه في المعصية سبب لزوالها مدركًا أنه لا يفلح الظالمون، يقول الشاعر:
إذا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَها
فَإِنَّ المَعاصي تُزِيْلُ النِّعَم
مشهد عظيم واختبار صعب ولحظة عصيبة عاشها يوسف إذ يقص الله على نبيه أحسن القصص في يوسف فيقول: { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}
قال الإمام السعدي عند تفسير هذه الآية: هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته، وصبره عليها أعظم أجرًا، لأنه صبرُ اختيارٍ مع وجود الدواعي الكثيرة لوقوع الفعل، فقدم محبة الله عليها، وأما محنته بإخوته، فصبره صبر اضطرار، بمنزلة الأمراض والمكاره التي تصيب العبد بغير اختياره، وليس له ملجأ إلا الصبر عليها، طائعًا أو كارهًا، وذلك أن يوسف عليه الصلاة والسلام بقي مكرمًا في بيت العزيز، وكان له من الجمال والكمال والبهاء ما أوجب ذلك، أن {رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} أي: هو غلامها، وتحت تدبيرها، والمسكن واحد، يتيسر إيقاع الأمر المكروه من غير إشعار أحد، ولا إحساس بشر. وزادت المصيبة، بأن {غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} وصار المحل خاليًا، وهما آمنان، وقد دعته إلى نفسها { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} أي: افعل الأمر المكروه وأقبل إليَّ، {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ} أي: أعوذ بالله أن أفعل هذا، لأنه ممَّا يسخط الله ويبعد منه، والجامع لذلك كله أن الله صرف عنه السوء والفحشاء، لأنه من عباده المخلصين.
فدونك أولئك القدوات اقتد بهداهم لتنجو، ولا تجعل الله من أهون الناظرين إليك فتهلك فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
الأضرار وأساليب الوقاية
قال ابن القيم رحمه الله: "الذنوب الخفيات أسباب الانتكاسات، وعبادة الخفاء أصل الثبات"، وقال ابن الجوزي:" الحذر الحذر من الذنوب، خصوصًا ذنوب الخلوات، فإن المبارزة لله تعالى تُسقط العبد من عينه، وأصلح ما بينك وبينه في السر، وقد أصلح لك أحوال العلانية " "صيد الخاطر" ( 207). ومن الآثار يخشى على صاحبه من الفضيحة أمام الخلق في الدنيا والآخرة، وعدم التوفيق وقلة الرزق وتعسير الأمور، فكما أنه من يتق الله يجعل له من أمره يسرًا، فالعاصي لله بسبب معصيته يجعل الله له من أمره عسرا. وقد قال ابن رجب: "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسةٍ باطنة بين العبد وربه". وهكذا تتلخص الأضرار في عدم التوفيق في أمور الدنيا كالزواج و الرزق والسعادة وتيسير الأمور، ومن الأضرار العظيمة عدم التوفيق للطاعة والتوبة، وربما سوء الخاتمة والعياذ بالله، وهكذا ما يلحق بالبدن من الأمراض العاجلة وانهيار الصحة لأن طاعة الله بركة وحفظ للبدن، ومعصيته ذل وحسرة وألم.
ومن طرق الوقاية والعلاج من الوقوع والإصرار على هذه الأمور؛ تقوى الله ومراقبة الله في الخلوات والجلوات والسر والعلن، والمجاهدة والدعاء ودفع وساوس النفس، وتقصير سلطان الهوى عليها وكبح جماحه، قال ابن المبارك: "الذي يهيج الخوف حَتَّى يسكن فِي القلب دوام المراقبة فِي السر والعلانية". وقال تَعَالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69]، وفي الحديث (واستحيي من الله استحياءك رجلًا من أهلك) صححه الألباني.
ثم تذكر الموت والوقوف بين يدي الله، وأن من آثر معصية الله على طاعته وغضبه على رضاه فوَّت على نفسه النعيم الباقي والسعادة الدائمة مقابل لذة يعقبها حسرة وشهوة تتبعها ندامة. وعليك بمجالسة من يعينك على طاعة الله واحذر مجالسة من قلَّ حياؤه من الله وتجرأ على محارم الله، وابتعدْ عن كل ما يدلك ويوصلك لذنوب الخلوات تنجُ بإذن الله■