آخر تحديث :الأحد-22 يونيو 2025-12:36ص

مجلة جرهم


الشتـاء.. في الأدب الفصيح والشعـبي

الشتـاء.. في الأدب الفصيح والشعـبي

الأحد - 22 يونيو 2025 - 12:36 ص بتوقيت عدن

- مجلة جرهم ــ فؤاد متاش ــ كاتب وشاعر يمني

مقدمة
كان للطبيعة وما يزال وسيظل تأثير كبير جدًا في النفوس البشرية عمومًا، وليس اليمنيون ولا العرب استثناءً في هذا. وقد انعكس تأثير الطبيعة على الأدب العالمي ومنه الأدب اليمني والعربي، سواءٌ الفصيح منه أو الشعبي، فقد عبّر شعراء وأدباء اللغة الفصحى بلغتهم، وعبّر شعراء اللهجة الشعبية بلهجتهم.
وقد تركت فصول السنة أثرًا في أدب الشعوب، فكل فصل من الفصول له تأثيره في مزاج الإنسان، وكل إنسان يتأثر ويتفاعل مع البيئة التي يعيش فيها ومع تغييرات المناخ، فالإنسان كما يقال: ابن بيئته، فهو دائم التأثر بها شاء أم أبى، وهذا ينعكس على مزاجه ومشاعره، ولكنّ الفرق بين الأديب وغير الأديب أن الأديب يعبّر عما يشعر به فيخلّد تلك الأحاسيس في أدب تتناقله الأجيال جيلًا بعد جيل.
وقد كان لفصل الشتاء تأثيره في الفكر والشعور على الناس عمومًا، وفي نفوس الشعراء والأدباء بشكل خاص، بدليل حضوره الجليّ الماثل في روائع نصوصهم وإن تفاوتت علاقتهم به من حيث التوجس والأمان والحب والكُره.. وفي هذه المقالة سأتحدث عن تأثير الشتاء وبردِه وأجوائِه في الأدب العربي والشعبي، مع ذكر أمثلةٍ على ذلك من شتى الألوان الأدبية، وكما يبدو لي أن الأدباء يكتبون أيام الشتاء أكثر مما يكتبون في الأيام الأخرى، لبقائهم في منازلهم، إلى جانب أن لياليه الطويلة تُثير الشجن وتُشعل القلب بالأمل وتحفز الأفكار لتصحو، فالشتاء ملهم الشعراء والأدباء، وكثيرًا ما كتب الشعراء والأدباء عن الشتاء ذاته وعما يبعثه في نفوسهم من أحاسيس، وعما يُوحيه إليهم من أفكار، وكثيرًا ما ألهمهم الشتاء فكتبوا عن مواضيع أخرى ويظل الشتاء هو الأكثر إلهامًا للكتابة.
الشعر الجاهلي
كتب شعراء الجاهلية عن الشتاء، ولكنهم لم يكونوا يعبّرون عن تأثيرات الشتاء النفسية والفكرية كما يفعل أدباء العصر الحديث والمعاصر، إذ كانوا يصفون الطبيعة في الشتاء وصفًا مباشرًا لا فلسفة فيه، بينما شعراء العصر الحديث يتعمّقون فيتحدثون عن إيحاءات الشتاء في نفوسهم ورمزيته وما يبعثه من أفكار وأحاسيس، كما أنهم يربطون بين الشتاء وبين الحب والحزن والذكريات والثورة والعنفوان.
وحين نتأمل الشعر العربي القديم ولا سيما الجاهلي منه نجد أن الشعراء قد ربطوا بين الشتاء وبين الكرم، إذ إن المراعي تجف في الشتاء فتقل المؤونة فيكثر المحتاجون فيقدّم الكرماء أقصى ما يستطيعون، ويفتخر الشعراء بهذه المواقف، ومن ذلك قول الشاعر الجاهلي الشهير الأعشى:
المطعمو اللحمَ إذا ما شتَوا
والجاعلو القُوتَ على الياسرِ
من كل كَوماءَ سَحوفٍ إذا
جَفّت من اللحمِ مُدى الجازرِ.
يمدح الشاعر قومًا كرماء ينحرون الإبل العظيمة اللحم في الشتاء، فيعطون الفقراء ويعطون الياسر أيضًا، وهو الذي يتولّى تقسيم أجزاء الناقة المنحورة، وذلك في أيام جفّت فيها من اللحم مُدى الجازر، والمُدى جمع مُدية وهي السكين وهو كناية عن قلة وجود اللحم في الشتاء.
أما حاتم الطائي فقد صار مَضرب المثل بالكرم، فيقال: " أكرم من حاتم "، وكانت ناره لا تنطفئ طوال العام، وخصوصًا في الشتاء، فقد كان يأمر غلامه أن يوقد نارًا عظيمة عسى السائر ليلًا أن يهتدي إليها فيأتيه فيطعمه.. تأملوا كرم حاتم إذ أنه يأمر غلامه أن يوقد النار فإن الليل شديد البرودة والريح تُصدر صوتًا من شدتها، ويُبشّر غلامه أن ناره إذا جلبت ضيفًا فهو حر:
أَوقِد فَإِنَّ الليلَ لَيلٌ قَرُّ
والريحَ يا مُوقِدُ ريحٌ صِرُّ
عسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ
إِن جَلَبَت ضَيفًا فَأَنتَ حُرُّ.
وكانت هذه النار تُوقَد على المرتفعات ليهتدي إليها المارون، وقد أشار الأعشى إلى نار المُحَلِّق الكِلابي التي أوقدها على مكان مرتفع وقد رآها الكثير من المسافرين ليلًا، واتجهوا إليها في ليالي الشتاء الباردة، وقد جلس المُحلِّق يتدفأ بها، وقابله من الجهة الأخرى الكرم، وهنا يرسم لنا صورته الشعرية الرائعة فيقول:
لَعمري لقد لاحت عيونٌ كثيرةٌ
إلى ضوء نارٍ في يَفاعٍ تُحرَّقُ
تُشَبُّ لِمقرورَين يصطليانها
وبات على النار الندى والمُحلِّقُ.
ومدح أوس بن حجر قومه بأنهم أهل حرب وأهل كرم إذا جاء الشتاء القارس وتغيّرت الأجواء، يقول أوس:
مطاعينُ في الهيجا مطاعيمُ للقِرى
إذا اصفرَّ آفاقُ السماءِ من القَرْسِ.
ويفتخر الشاعر طرفة بن العبد بنفسه وبقومه أنهم في الشتاء يدعون الناس إلى طعامهم دون تمييز، فالآدب وهو صانع المأدُبة وهي المائدة المليئة بالطعام؛ لا ينتقر أي لا ينتقي قومًا دون قوم بل يدعو الناس جميعًا، يقول طرفة:
نحن في المَشتاةِ ندعو الجفَلى
لا ترى الآدبَ فينا ينتَقِر.
وترثي الشاعرة جنوب الهذلية أخاها عمرًا مُذكِّرةً بكرمه، فتقول واصفةً ليلةً شديدة البرودة أن الكلب لا ينبح إلا نبحة واحدة وأن الأفاعي لا تخرج من مخابئها، فإذا كان هذا تأثير البرد في الكلاب وفي الأفاعي التي هي أشد تحمُّلًا للبرد فكيف بالبشر ؟!.. في تلك الليلة نحر أخوها ناقة عظيمة ذات لحم وشحم وأطعمها للمحتاجين، تقول الهذلية واصفةً تلك الليلة:
لا ينبح الكلبُ فيها غيرَ واحدةٍ
من العشاء ولا تسري أفاعيها
أطعمتَ فيها على جوعٍ ومَسغبةٍ
شحمَ العِشارِ إذا ما قام باغِيها.
وترثي الخنساء أخاها صخرًا فتثني عليه أنه نحّارٌ عقّار للإبل في الشتاء أي كثير النحر والعَقْر، تقول:
وإنَّ صخرًا لَوالينا وسيدُنا
وإنَّ صخرًا إذا نشتو لَنحَّارُ
وإنَّ صخرًا لمقدامٌ إذا ركبوا
وإنّ صخرًا إذا جاعوا لعقَّارُ.
وهذا أعرابي يصف البرد ويبالغ في وصفه فيقول:
بردٌ لو أنّ الورى جاءت تُبايعني
على الخلافة لم أقدر أمدُّ يدي.
إنها أبلغ صورة تبين مدى شدة البرد ومدى تأثيره على الناس.. تخيلوا أن الناس قد جاؤوا يبايعونه على الخلافة وهم أمامه حشود كثيرة ولا يستطيع أن يمد يده ليبايعهم من شدة البرد.. إننا نشاهد لوحة فنية تدعو للابتسام مرسومة بكلمات شاعر أعرابي رائعِ البلاغة واسعِ الخيال.
بيتان للمتنبي
وأما المتنبي فقد مرَّ في سفره لأول مرة بلبنان شتاءً فوصفها في بيتين وصفًا فريدًا فقال:
وعِقابُ لبنانٍ وكيف بقطعِها
وهو الشتاءُ وصيفُهن شتاءُ
العِقاب ( جمع عَقبة ) ويقصد بها الجبال.. يقول كيف لي بقطع هذه الجبال وهذا فصل الشتاء وقطعها صعب في الصيف فكيف به في الشتاء ؟!
لبس الثلوجُ بها عليَّ مسالكي
فكأنها ببياضها سوداءُ
لبس الشيء ولبَّسه إذا عمَّاه، ومنه قوله تعالى {وللبسنا عليهم ما يلبسون} [الأنعام: 9]، يقول: أخفت الثلوج بهذه العِقاب طُرقي عليّ فلم أهتدِ فيها لكثرتِها وبياضِها، والأسوَدُ لا يهتدي فيه السائر فكأنها اسودَّت لمّا لم يهتدِ فيها، فكأنّ بياضَها سواد.
الأدب الحديث
وفي العصر الحديث نجد أن للشتاء إيحاءات أخرى مختلفة عند الشعراء، فيرى بعضهم الشتاء فصلًا بائسًا، ويرى آخرون أنه رمز للتحدي، ومنهم من يراه ثورةً للطبيعة تدمّر كل شيء ثم يعقبُه ربيعٌ نديّ.
يقول أبوالقاسم الشابي واصفًا الشتاء وتغيُّراته وتأثيراته وإيحاءاته:
يجيءُ الشتاءُ شتاءُ الضبابِ
شتاءُ الثلوجِ شتاءُ المطر
فينطفئُ السِّحرُ سحرُ الغصونِ
وسحرُ الزهور وسحرُ الثمر
إلى قوله:
وما هو إلا كخفقِ الجناحِ
حتى نما شوقُها وانتصر
فصُدِّعَتِ الأرضُ من فوقِها
وأبصرت الكون عذب الصُّور
وجاء الربيعُ بأنغامِه
وأحلامِه وصِباه العَطِر.
وقد يُوحي الشتاء للشعراء بالشجن والحزن ويستثير الذكريات والإحساس بالغربة ولا سيما حين يكونون خارج أوطانِهم فيكتبون شعرًا حزينًا كقول فاروق جُويدة:
الليلةُ عدنا أغرابًا والعمرُ شتاء
فالشمسُ توارت في سأمٍ والبدرُ يجيءُ بغيرِ ضياء
طالت أيامي أم قَصُرت فالأمرُ سواء
قد جئتُ وحيدًا للدنيا وسأرحلُ منها كالغرباء.
وفي الشتاء تحلو الحكايات ولا سيما حكايات الجدّات للأطفال، فطالما انتظر الأطفال أن تجلس الجدات بعد العشاء ليحكين لهم الحكايات، حيث تلتف العائلة كلها حول الجدة التي تحكي قصصها بلهجتها العامية بأسلوب بالغ التشويق، فيُضفي الليل والشتاء والضوء الخافت على تلك القصص تأثيرات عميقة في النفوس. وهو ما وصفه الكاتب محمد الماغوط في إحدى أدبياته، وللماغوط أيضًا ذات ليلة شتائية:
أتعرفُ يا صديقي طعم الوحشة حين ينتحب المطرُ فوق رأسكَ في مأتم شتاء المدن الكبيرة، وأنت تهرول وحيدًا تتزلج فوق الكآبة والذكريات؟!
أعرفُ أنَّ المراكبَ في المرفأ تشكو الضجر، ولكنّ المراكبَ المبحرةَ تشكو الغُربة وتَشهدُ أنَّ موسم الهجرةِ إلى الوطن قد حان.
الأدب الشعبي
وأما الأدب الشعبي فقد كان زاخرًا بأشعار الشتاء وحكاياته وحِكَمه وأمثاله وطرائفه، ولكن بما أن الأدب الشعبي لم يكن مكتوبًا بل كانت الأجيال تتناقله شِفاهًا فقد ضاع معظمه ولم يتبقَّ منه إلا القليل، ولأن الشعر أسهل الأنواع الأدبية حفظًا بسبب موسيقاه فقد حُفِظ منه قدر لا بأس به ومما حُفِظ من الشعر المتعلق بالشتاء قول الحكيم اليماني علي بن زايد:
ما يردع البرد رادع إلا الزبيب والهريسه
والا جهيش الروابع
والا عسل لونه ابيض
من حق علّان وسابع
ولّا لحوم المراعي
من ضان أو تيس رابع
ولّا عسل سدر نضاح
وللشفاء خير نافع
ولّا حليب البكارى
من الإبل خير دافع
هذه حياة البداوه
يا ليت وانا مزارع.
وفي الشتاء تتعدد الحكايات والقصائد في التراث الشعبي بين المربعانية والخمسينية، في بعض مناطق الجزيرة العربية والأردن، يختلف تحديد أشهر المربعانية والبعض يعتبرها قبل خمسينية الشتاء المعروفة والتي تبدأ من نهاية يناير، وفي المربعانية حسب ثقافة بعض المناطق ثلاثة نجوم زراعية هي الإكليل والقلب والشولة، يقول الشاعر:
ترى الإكليل والقلب والشولة
هي المربعانية للأوراق ماحق.
فأوراق الأشجار تتساقط فيها من البرد الشديد، وتتجمد المياه في الأوراق وتموت بعض الأشجار، وهذا ما يسمى بالضريب في بعض مناطق اليمن.
وفي التراث الشعبي أن شهر شباط الأول والثاني يعتبران ابني المربعانية أو أبناء عمها وأنها تقول: الشباط يا ابن عمي تراي مريت -تقصد الناس- ولا ضريت، لكن عليك بهم، عليكم بمن "وقوده ليف ومأكوله دويف" أما الذي "مأكوله تمر ووقوده سمر" فاتركوه فليس لكم به حيلة ولا طاقة ولا قدرة.
وهناك حكايات شعبية عن الشتاء وسواء كانت هذه الحكايات حقيقيةً أم خياليةً فإنّ لها دِلالات عميقة كهذه الحكاية:
تقول القصة التي تداولها التراث الشعبي حتى يومنا هذا أن شابًا يُطلق عليه اسم "سعد" قرر السفر وكانت الأجواء دافئة عندما قرر الخروج وقد نصحه والده بأن يحمل معه ما يدفئ به نفسه من البرد، سواء من الفِراء أو الحطب، ولكنَّ سعدًا لم يستمع إلى نصيحة أبيه، وبعد أن قطع سعد منتصف الطريق تغير الجو فجأة وأصبح البرد قارسًا، فهطلت الأمطار الغزيرة والثلوج ولم يكن أمام سعد سوى أن يذبح ناقته ليحتمي بأحشائها من شدة البرد لذا سُمّيت هذه الفترة التي تمتد من أول يوم من فبراير حتى الثالث عشر منه بـ " سعد الذابح ".
وبعد أيام نفد طعام سعد فأكل من لحم الناقة وبذلك أُطلق على هذه الأيام "سعد أبلع" وتمتد من الثالث عشر حتى الخامس والعشرين من فبراير.. وبعد أن انتهت العاصفة وأشرقت الشمس فرح سعد واحتفل بنجاته وسُمّي "سعد السعود " الذي يبدأ من السادس والعشرين من فبراير حتى العاشر من مارس.
وخوفًا من أن تعود العاصفة مرة أخرى صنع سعد معطفًا له من وبر الناقة كما أخذ من لحم الناقة المتبقي فسُمّي "سعد الخبايا" وهي الفترة الممتدة من العاشر حتى الثاني والعشرين من مارس وهي بداية الاعتدال الربيعي.
يُشار إلى أن الخمسينية تتكون من خمسين يومًا، تبدأ من الثلاثين من يناير من كل عام وتنتهي في الثاني والعشرين من مارس، وسواء كانت قصة خمسينية الشتاء والسُّعودات صحيحة أم لا فهي تبقى من تراثنا الشعبي الممتد منذ مئات السنين والذي يحمل الكثير من القصص ذات العبرة والحكمة.
الأمثال والحكم
وهناك أمثال متعلقة بالشتاء والبرد كقولهم: "النار فاكهة الشتاء"، وهذا المثل يدل على أن الدفء هو غاية ما يطلبه الناس في الشتاء، حتى أن النار التي يتدفأ بها الناس صارت ألذ فاكهة.
ومن الأمثال الشعبية قولهم: " البرد بيقص المسمار " أي يقطعه وذلك لشدة أثر البرد في الأجسام الحية وفي الجماد.
ومنها أيضًا قولهم: " البرد مفتاح العِلَل" لما يُسبّبه البرد من أمراض.
ويقول الشاميون: " خبي خشباتك الكبار لعمك آذار " أي احتفظ بالأخشاب الكبيرة لكي تكون حطبًا للتدفئة في شهر آذار القارس البرودة.
ويقولون أيضًا: " برد تشارين أحدّ من ضرب السكاكين " ويعنون بتشارين شهرَي تشرين.
وهناك حِكَم رائعة عميقة المعاني أوحى بها الشتاء للأدباء كقولهم: "في الشتاء تخلو الأشجار لتعلمنا أن الجمال لا يقتصر فقط على المظاهر"؛ فالأشجار في الشتاء تتساقط أوراقها والأوراق هي زينتها ومع ذلك هي جميلة، والحكمة من هذه العبارة أن الجمال الحقيقي لا يكون فيما نراه من مظهر بل هو في الجوهر.
ومن الحِكم الجميلة هذه الأقوال:
- يعلّمنا الشتاء الصبر، فكل شيء جميل يحتاج إلى وقت لينمو.
- يختبئ الربيع في عمق الشتاء، كذلك الأمل في قلوب البشر.
-في برد الشتاء نجد الدفء في قلوب من نحب.
وختامًا
للقارئ أن يبحث عن شعر وأدب الشتاء فسيجد منه الكثير وسيجد المتعة والفائدة من هذا الشعر والأدب، فليالي الشتاء طويلة فلنقضِها بالعبادة والتأمل والاطلاع والكتابة والأحاديث الأسرية الدافئة ■