آخر تحديث :السبت-04 أكتوبر 2025-07:33م

مجلة جرهم


الخوارزميات والمنصات الاجتماعية.. التفاعلات والتأثيرات وكيفية المواجهة

الخوارزميات والمنصات الاجتماعية..  التفاعلات والتأثيرات وكيفية المواجهة

السبت - 04 أكتوبر 2025 - 07:33 م بتوقيت عدن

- مجلة جرهم ــ عمر الشلح


تقديم
في المشهد الرقمي المعاصر، أصبحت المنصات الاجتماعية مثل فيسبوك، وتويتر، وتيك توك، ويوتيوب جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مؤثرة بشكل عميق على كيفية تواصلنا، واستهلاكنا للمعلومات، وتشكيل آرائنا.. في قلب هذه المنصات، تكمن الخوارزميات، وهي برامج ذكية ومعقدة تُعَد العقل المدبر وراء تجربة المستخدمين.. هذه الخوارزميات ليست مجرد أدوات لتصفية المحتوى، بل هي آليات ديناميكية تقوم بفرز، وتوصية، وترتيب المحتوى بناءً على تفضيلات المستخدمين وسلوكياتهم السابقة.
بمعنى آخر، الخوارزمية هي مجموعة من القواعد والتعليمات المنطقية التي تُنفذ بواسطة أنظمة الحاسوب لأداء مهام محددة في سياق المنصات الاجتماعية، تعمل الخوارزميات على معالجة كميات هائلة من بيانات المستخدمين -مثل الإعجابات، والمشاركات، ووقت المشاهدة، وعمليات البحث، وحتى الصفحات التي يزورونها- ثم تستخدم هذه البيانات لتوقع المحتوى الذي سيجذب انتباههم ويحثهم على التفاعل.. هذا التخصيص المكثف يهدف إلى إبقاء المستخدمين منخرطين في المنصة لأطول فترة ممكنة، مما يزيد من فرص عرض الإعلانات, وبالتالي تحقيق الإيرادات للمنصات.
العلاقة بين الخوارزميات والمنصات الاجتماعية تكافلية: إذ إن المنصات توفر البيئة، والخوارزميات تضخ الحياة فيها.. بدلًا من عرض المحتوى بترتيب زمني بسيط، تقوم الخوارزميات بترتيب المنشورات بناءً على مدى احتمالية تفاعل المستخدم معها، مما يجعل الخلاصات أكثر جاذبية وتخصيصًا.. هذه الديناميكية تثير تساؤلات جوهرية حول السيطرة، حيث يمكن أن تؤثر الخوارزميات بشكل كبير على ما يراه المستخدمون وكيف يفكرون فيه، مما يتجاوز مجرد التصفية البسيطة للمحتوى.
تختلف أنواع الخوارزميات وتطبيقاتها عبر المنصات الاجتماعية المختلفة، ولكنها تشترك في هدف أساسي واحد: تخصيص تجربة المستخدم وتعزيز التفاعل.. لقد تطور دور الخوارزميات بشكل ملحوظ من مجرد أدوات تصفية إلى محركات قوية لتشكيل الوعي والتفاعل.

خوارزمية التوصية
تُعد خوارزميات التوصية الأكثر شهرة في منصات مثل تيك توك ويوتيوب، نظام التوصية في تيك توك، على سبيل المثال، يقرر مقاطع الفيديو التي تظهر على صفحة "لك" (For You Page - FYP) الخاصة بالمستخدم، وهي الصفحة الرئيسية الافتراضية التي تعرض المحتوى.. يتميز تيك توك بقدرته الفائقة على مطابقة المحتوى مع الجمهور ذي الصلة بتردد ونطاق غير مسبوق.. تعتمد هذه الخوارزمية على مجموعة من العوامل، بما في ذلك:
- التفاعلات السابقة: الإعجابات، والتعليقات، والمشاركات، وحفظ الفيديوهات.
- سلوك المشاهدة: مدة مشاهدة الفيديو، وتكرار مشاهدة أنواع معينة من المحتوى.
- معلومات الفيديو: مثل الأغاني، والهاشتاجات، والمواضيع المتضمنة.
- إعدادات الحساب: مثل تفضيلات اللغة والموقع.
وبالمثل، تَستخدم خوارزميات يوتيوب مزيجًا من سجل مشاهدة المستخدم، وأنماط البحث، والاشتراكات، وحتى تفاعلاته مع إعلانات الفيديو لتحديد توصيات الفيديو.. هذه الخوارزميات بارعة في الحفاظ على تفاعل المستخدمين من خلال تقديم محتوى يعتقدون أن المستخدم سيجده جذابًا، مما يجعل تجربة المشاهدة شخصية ومغرية للغاية.

خوارزميات الترتيب
في الماضي، كانت المنصات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك تعرض المنشورات بترتيب زمني بسيط، حيث يظهر المحتوى الأحدث أولًا.. ومع ذلك، تحوّل معظم هذه المنصات الآن إلى استخدام خوارزميات ترتيب معقدة.. هذه الخوارزميات لا تكتفي بفرز المحتوى زمنيًّا، بل ترتبه بناءً على مدى احتمالية إعجاب المستخدم به والتفاعل معه.. على سبيل المثال، قد يظهر منشور قديم، ولكنه حقق تفاعلًا كبيرًا أو ينتمي لموضوع يهم المستخدم قبل منشور أحدث.
هذا التحول من الترتيب الزمني إلى الخوارزمي يعني أن مشاركة حسابات جديدة، أو الإعجاب بمنشورات قليلة من حسابات لا تتابعها، يمكن أن يؤدي إلى تدفق المحتوى ذي الصلة في خلاصتك، لقد تطور دور الخوارزميات من مجرد أدوات لتصفية المحتوى إلى أدوات تشكل الوعي والتفاعل، مما يؤثر على المعلومات التي يراها المستخدمون وكيفية إدراكهم لها، هذا التطور يثير تساؤلات عميقة حول الشفافية، والعدالة، وإمكانية تضخيم وجهات نظر معينة أو حتى المعلومات المضللة.

العلاقة والتأثير

تثير العلاقة بين المستخدم والخوارزمية سؤالًا معقدًا حول السيطرة: هل المستخدم هو من يتحكم في الخوارزمية من خلال تفاعلاته، أم إن الخوارزمية هي من تتحكم به؟ في الواقع، العلاقة متبادلة وفي حوار دائم، ولكن السيطرة الفعلية تميل بشكل كبير لصالح الخوارزمية. وتُعد هذه العلاقة مثالًا على ما يُعرف بـ"السلطة الخوارزمية"، حيث لا تأتي السيطرة من خلال أوامر مباشرة، بل من خلال بناء منظومة رقمية تُقيّد الاختيارات وتوجهها وفقًا لأنماط استخدام المستخدمين أنفسهم، مما يخلق انطباعًا زائفًا بالتحكم.
وتعمل الخوارزميات من خلال جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات الشخصية للمستخدم، بما في ذلك الموقع الجغرافي، والأصدقاء الأكثر تفاعلًا معهم، والصفحات وعلامات التصنيف التي يبحثون عنها، وغير ذلك من مؤشرات السلوك الرقمي. تُستخدم هذه البيانات لتخصيص المحتوى المعروض للمستخدم بدقة متزايدة، مما يؤثر تدريجيًا على تفضيلاته، وآرائه، وأحيانًا قراراته اليومية. فعلى سبيل المثال، إذا تفاعل المستخدم بشكل متكرر مع منشورات تتعلق باللياقة البدنية، فمن المرجح أن تقدم له الخوارزمية محتوًى مشابهًا ومكررًا، بما يعزز اهتمامه بهذا المجال ويحد من تعرضه لمجالات أخرى.
هذا النوع من التخصيص، الذي يعرف بـ"التصفية الخوارزمية"، يعتمد على تقنيات تعلم الآلة التي ترصد السلوك وتبني نماذج توقعية حول ما قد يثير تفاعل المستخدم. إلا أن هذا التخصيص قد يؤدي إلى آثار غير مقصودة، أبرزها:

فقاعات التصفية (Filter Bubbles):
هي ظاهرة تنشأ عندما تقوم الخوارزميات بتخصيص المحتوى المعروض للمستخدم استنادًا إلى تفاعلاته السابقة، فتُظهر له فقط المعلومات والآراء التي تنسجم مع اهتماماته وسلوكه السابق، رغم أنها من كررت عليه هذا المحتوى ومع الوقت والتفاعل المتكرر قررت أن هذا المحتوى ينسجم معه. وهكذا يتم عزل المستخدم داخل دائرة معرفية ضيقة، تمنعه من الاطلاع على وجهات نظر مختلفة أو محتوى غير مألوف، مما يحدّ من تنوع تجربته ويُرسّخ قناعاته الحالية، حتى وإن لم يكن قد اختار هذا العزل عن وعي.

غرف الصدى (Echo Chambers):
وهي بيئات رقمية تترسخ فيها القناعات عبر التكرار والتأييد الجماعي داخل شبكات المستخدمين، حيث يتلقى الفرد معلومات وآراء متشابهة من أشخاص يشاركونه الاتجاهات الفكرية نفسها.. وبخلاف فقاعات التصفية التي ترتبط بالخوارزمية الفردية، فإن غرف الصدى ترتبط ببنية التواصل الاجتماعي ذاتها، مما يجعلها أكثر عمقًا وتأثيرًا في تكوين الاتجاهات.
لقد أظهرت أبحاث متعددة أن تفاعل المستخدم مع المحتوى العاطفي أو المثير، بالتوازي مع خوارزميات تعزيز التفاعل، قد يؤدي إلى تشكيل بيئات معلوماتية غير متوازنة، بل ومشحونة في بعض الأحيان. على سبيل المثال، أظهرت تجارب ميدانية مثل "تجربة عدوى المشاعر على فيسبوك" (2014) أن التلاعب في طبيعة المحتوى المعروض يمكن أن يؤثر فعليًا على الحالة العاطفية للمستخدمين، ما يؤكد أن الخوارزميات لا تكتفي بتوجيه الاختيار، بل تمتد لتؤثر على المزاج والسلوك والتفكير الجمعي.

مظاهر التحكم
تعتمد المنصات الرقمية اليوم على نموذج اقتصادي يرتكز على "اقتصاد الانتباه"، حيث تصبح كل ثانية من انتباه المستخدم ذات قيمة تجارية. لذلك؛ تعمل الخوارزميات على تضخيم المحتوى الذي يحافظ على بقاء المستخدم أطول فترة ممكنة على المنصة، وهو غالبًا المحتوى الأكثر إثارة أو جدلًا، بغض النظر عن دقته أو فائدته المعرفية، وهذا التضخيم قد يعطي انطباعًا زائفًا عن شعبية بعض المواضيع أو صدقيتها.
ومن أبرز مظاهر هذا التحكم:
تعزيز المحتوى الشعبي: حيث تميل الخوارزميات إلى إبراز المحتوى الذي يحقق معدلات تفاعل مرتفعة، مثل الإعجابات والمشاركات والتعليقات، دون النظر في معايير الجودة أو التحقق. وبهذا، قد تتراجع الأصوات المتزنة أو المتخصصة لصالح محتوى ترفيهي أو شعبوي أو تافه.

التضليل والتوجيه: تُستخدم الخوارزميات أحيانًا كأدوات ضمن حملات مقصودة لنشر معلومات مضللة، خاصة في السياقات السياسية أو الاجتماعية.. لقد شهد العالم نماذج عديدة على ذلك، أبرزها التلاعب الخوارزمي بالمحتوى السياسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016، حيث تم استهداف مجموعات بعينها برسائل مصممة لتغذية الانقسام أو التأثير على التصويت، وهو ما يمكننا مطابقته حاليًّا على ما يتم عرضه بخصوص المحتوى المتعلق بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة، أو في التعامل مع بعض المحتويات المتعلقة بأجندات سياسية لجماعات أخرى أو مصالح الدول الكبرى في المنطقة.

تشكيل الأجندات: عبر التحكم في أولويات العرض، تفرض الخوارزميات نوعًا من "جدول الأعمال الرقمي"، بحيث تُحدد القضايا التي تظهر في الواجهة وتُدفع إلى التداول العام. وهذا لا يختلف كثيرًا عما تفعله وسائل الإعلام التقليدية، لكنه اليوم يحدث بأسلوب شخصي خفي، وبسرعة تفوق الإدراك.
في ضوء كل ما سبق، يتضح أن الخوارزميات لم تعد مجرد أدوات تقنية تساعد المستخدم، بل أصبحت شريكًا نشطًا في توجيه الإدراك، وتشكيل النقاش والرأي العام، بل وصناعة الواقع اليومي للمجتمعات.. وهذا يفتح الباب أمام ضرورة مراجعة الأطر التنظيمية والأخلاقية التي تحكم هذه العلاقة، وتطوير وعي مجتمعي قادر على مساءلة الأثر الخوارزمي بقدر ما يستفيد منه.

كيفية المواجهة
من المهم ألا يُنظر إلى الخوارزميات كأدوات حيادية تستجيب ببساطة لتفضيلات المستخدمين، بل كمكوّنات فاعلة في تشكيل هذه التفضيلات ذاتها. فهي لا تعكس الواقع بل تعيد ترتيبه، ولا تكتفي بعرض ما نرغب فيه، بل تُكرّس ما يُبقي انتباهنا مأسورًا لأطول وقت ممكن.. ومع كل نقرة وكل تفاعل، تتشكل دائرة مغلقة من التعزيز الذاتي، تفرض على المستخدم محتوى متكررًا، وتدفعه بشكل غير مباشر إلى رؤية محددة، وفي هذه الديناميكية، تتحول الخوارزمية إلى سلطة ناعمة تصوغ الإدراك الجمعي وتعيد توجيه الثقافة الرقمية، ما يفرض علينا إعادة التفكير في علاقتنا بها بوصفها قوة تؤثر، لا مجرد أداة نستخدمها، وعلى الرغم من التأثير الهائل للخوارزميات، لا يزال لدى المستخدمين بعض الخيارات لمواجهة هذه التأثيرات، وإن كانت محدودة:
- التفاعل الواعي: من خلال البحث عن الحسابات التي تنشر محتوى إيجابي يتوافق مع اهتماماتك والتفاعل معها، يمكنك مساعدة الخوارزميات على عرض المزيد من هذا المحتوى لك.
- إدارة المحتوى: يمكن لـ "كتم" حسابٍ ما أن يقلل من ظهور منشوراته وتوصيات الحسابات المماثلة.. التعرف على أدوات حظر المحتوى والإبلاغ عنه المتاحة على المنصات الاجتماعية أمر مهم أيضًا.
- التفكير النقدي: من الضروري أن يمتلك المستخدمون مهارات التفكير النقدي للتنقل في المحتوى الذي تظهره الخوارزميات بأمان ومسؤولية، يشمل ذلك فهم أن المحتوى ليس عشوائيًا؛ بل مُنسق خصيصًا لهم.
- تعديل الإعدادات: في بعض المنصات، يمكن للمستخدمين تفعيل خيارات مثل "التصفية الذكية" أو "الترتيب الزمني" للتحكم في نوع المحتوى المعروض.

لماذا غاب المُنافِس العربي؟!
يواجه المشهد الرقمي العربي حاليًا نقصًا في المنصات الاجتماعية المحلية الكبرى التي يمكنها منافسة العمالقة العالميين. يعود ذلك إلى عدة عوامل رئيسية:
- نقص فرق الذكاء الاصطناعي.
- صعوبة تطوير خوارزميات متقدمة.
- آليات جذب المستخدمين.
- قواعد مستخدمين ضخمة للمنصات العالمية.
- صعوبة اكتساب الزخم.
- الاعتماد على المنصات الأجنبية المهيمنة.
- التحديات الثقافية واللغوية.
- تخطيط RTL (من اليمين إلى اليسار).
- تصميم متوافق مع الأجهزة المحمولة.
- خطوط محسّنة للغة العربية.
- محتوى حساس ثقافيًا.
- صعوبة التعامل مع اللهجات (مثلا المغاربية).
- المنافسة من المنصات العالمية.
- خوارزميات متطورة جدًا.
- موارد مالية هائلة.
يتطلب إنشاء منصة اجتماعية ناجحة استثمارات ضخمة في البنية التحتية والبحث والتطوير، بالإضافة إلى فرق متخصصة في الذكاء الاصطناعي وهندسة البرمجيات.. كما أن جذب قاعدة مستخدمين كبيرة والحفاظ على تفاعلهم يمثل تحديًا هائلًا، خاصة عند المنافسة مع عمالقة الصناعة مثل فيسبوك وتيك توك ويوتيوب؛ التي لديها بالفعل خوارزميات متطورة للغاية وقواعد مستخدمين ضخمة.
علاوة على ذلك، يتطلب إنشاء موقع وتفاعل سهل الاستخدام للمتحدثين باللغة العربية دمج تخطيط RTL (من اليمين إلى اليسار)، وتصميمًا متوافقًا مع الأجهزة المحمولة، وخطوطًا محسّنة للغة العربية، ومحتوى حساسًا ثقافيًا. هذه التحديات اللغوية والثقافية تزيد من تعقيد عملية التطوير.
وعلى الرغم من التحديات، فإن إمكانية إنشاء منصات منافسة وتحقيق النجاح لا تزال قائمة، يتطلب ذلك مقاربة استراتيجية تركز على ما يلي:
- فهم عميق للاتجاهات المحلية: تحديد احتياجات الجمهور الناطق باللغة العربية والتحديات الثقافية التي يواجهونها على المنصات الأجنبية.
- الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار: تطوير خوارزميات خاصة وميزات فريدة تلبي تطلعات المستخدمين العرب.
- استراتيجية تسويق محتوى قوية: التركيز على المحتوى العربي أولًا، وتشجيع المبدعين المحليين.
- التركيز على الخصوصية والمعايير الأخلاقية: بناء الثقة مع المستخدمين من خلال ضمان حماية بياناتهم وتقديم بيئة رقمية آمنة.
- التخصص والتركيز على شريحة معينة: بدلًا من محاولة منافسة المنصات العالمية بشكل مباشر في جميع المجالات، يمكن البدء بمنصات متخصصة تستهدف جماهير معينة أو تقدم خدمات فريدة.
توجد بالفعل جهود لإنشاء منصات اجتماعية عربية، مثل تطبيق "Baaz" الذي انتشر بشكل كبير كمنصة عربية بالكامل، ورغم محاولات الانتشار والإشهار إلا أنه للأسف تم إغلاق المنصة في 30 يونيو 2024.

خلاصة القول
تُعد الخوارزميات مكونًا حيويًا في المنصات الاجتماعية الحديثة، حيث تشكل تجربتنا الرقمية بشكل كبير.. بينما تهدف إلى زيادة التفاعل وتقديم محتوى مخصص، فإنها تثير أيضًا مخاوف بشأن التحكم والتأثير على الرأي العام.. لا يزال المستخدمون يمتلكون خيارات لمواجهة هذه التأثيرات من خلال التفاعل الواعي، وإدارة المحتوى، وتنمية مهارات التفكير النقدي.. بينما يفتقر المشهد الرقمي العربي حاليًا إلى منصات اجتماعية محلية كبرى منافسة، فإن الفرص قائمة لإنشاء منصات ناجحة من خلال التركيز على المحتوى الثقافي، والاستثمار في التكنولوجيا، وفهم احتياجات الجمهور المحلي. إن فهم ديناميكيات الخوارزميات أمر بالغ الأهمية ليس فقط للمسوقين ومنشئي المحتوى، ولكن أيضًا للمستخدمين لضمان تجربة رقمية إيجابية ومُمكنة.