آخر تحديث :الخميس-30 أكتوبر 2025-12:04ص

مجلة جرهم


التغريبة اليمنية .. جدار المعاناة وتحديات العودة

التغريبة اليمنية .. جدار المعاناة وتحديات العودة

الخميس - 30 أكتوبر 2025 - 12:04 ص بتوقيت عدن

- مجلة جرهم ــ حمود دغشر ــ مسؤول الثقافة بالمركز الثقافي اليمني البلجيكي


استهلال
منذ العام 2014م وعقب الانقلاب الذي أطاح بالدولة اليمنية، شهدت اليمن أسوأ هجرة في تاريخها المعاصر طلبًا للأمن والأمان والعيش الكريم، أو بحثًا عن وطن بديل لآخر أثخنته الجراح وأنهكته الحروب والأزمات والمؤامرات.
طرق الهجرة الشائكة التي سلكها المهاجرون في معظمها كانت طرقًا للموت وكأنها فرار من موتٍ إلى آخرٍ في زمن يجيد فيه العالم إدارة الأزمات ونسيان البشر.. هجرة اضطرارية واسعة لجأ إليها اليمنيون، بعد أن كانت اختيارية وانتقائية لطلب الرزق والعيش, أو نشر الإسلام وقيمه النبيلة في أصقاع المعمورة !
وحينما نتحدث عن الهجرة أو النزوح في اليمن فنحن نتحدث عن نزوح وفرار قسري واضطراري غير مدروس هربًا من جحيم الحرب, وحفاظًا على النفس والقيم والمبادئ والآراء وأملًا في النجاة، غير غافلين عن الهجرة في معناها المعرفي والفلسفي الشامل باعتبارها؛ انتقالًا من ضيق مكاني إلى أفقٍ أوسع، ومن ماضٍ وحاضر راكد وجامد إلى مستقبل مشرق وديناميكي متجدد..

انعكاس لواقع مرير
الهجرة تغيير للمواقع للحفاظ على المواقف، وقانون الهجرة الكوني أن تعيش وتتحرك، لأن الكون لا يمنح أسراره إلا لمن يجرؤ على الهجرة.. فكل من لم يهاجر يضمر وينقرض بينما الآخر ينمو ويتطور؛ إنها رحلة البحث عن فضاء أوسع للمعنى والوجود، والمغادرة من طغيان اللحظة إلى انفتاح الأفق، ومن استبداد المكان إلى أرض الله الواسعة، قال تعالى: {ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها} [النساء: 97].
لكنها أيضًا في الحالة اليمنية مغامرة ومخاطرة أكثر منها مغادرة، إنها انعكاس لواقع مرير وصعب تلاشت فيه فرص العيش والأمل بالمستقبل والثقة بالحاضر، لقد دخلت البلاد نفقًا مظلمًا بات الخروج منه أمرًا بالغ الصعوبة، وما الهجرة الكبيرة التي نشهدها في العقد الأخير إلا انعكاس لذلك الواقع، إنه الألم العابر للحدود، به سجلت اليمن أسوأ كارثة إنسانية وفقًا لـ "استيفن أوبراين" مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن عام 2017م..!
ولأن اليمن بعيدة عن دول اللجوء والهجرة الدائمة، فقد كان الطريق إلى أوروبا والبلدان الأخرى صعبًا, يستنزف الأموال والجهد والوقت، ويحصد في طريقه الأرواح بيد عصابات الطريق التي ترسلهم عبر قوارب الموت الضعيفة, التي غالبا ما تغرق قبل وصولها، أو عبر الغابات والصحارى والأراضي المتجمدة، أو اجتياز حدود الدول بطريقة غير شرعية، فيكونون عرضة للسجن والتنكيل الذي يصل حد التعذيب وأخذ الأموال والأشياء التي بحوزتهم ثم تركهم في أراضٍ غير مأهولة بين الحدود، ومن نجى منهم ببدنه لم ينجُ نفسيًا، لتتلقفهم بعد ذلك العيادات والمستشفيات النفسية في بلدان الغرب..!

نماذج واقعية مؤلمة
في كتاب أوديسيا يمانية.. الهروب من الموت؛ للكاتب يورد الكتاب 21 حكاية واقعية لشباب ومهاجرين يمنيين عبروا طرقًا صعبة ونجوا من الموت بأعجوبة، وشهدوا حالات متعددة لوفيات من رفاقهم في تلك الطرق، فكان مشروع اللجوء هو ذاته مشروع موت وهولوكوست بطيء يحصد الأرواح..!
يقول أحد الناجين (أحمد.ش) ممن وصلوا أوروبا، وهو يروي جزءًا من معاناته في الطريق عبر بيلاروسيا: الجو مظلم والمطر منهمر وقد صودرت كل معداتنا مما يعني خسارة خمس مئة دولار قيمة المعدات؛ وهي خسارة متكررة أثناء كل محاولة عبور يتم فيها القبض علينا.. ولشدة الظلام والارتباك وجدنا أنفسنا محصورين بين معسكر وغابة، تواصلنا مع المهرب لإنقاذنا لكنه استشاط غضبًا حينما رأى الإحداثيات تدل أننا بجوار معسكر، لقد خاف على نفسه وأعلن براءته منا وقام بإغلاق جواله، فسرنا تلك الليلة قرابة الستة والعشرين كيلو مترًا بلا ماء أو طعام، كان النوم يغلبنا ومن شدة الإعياء والتعب نمت وأنا أمشي، ثم انتبهت فزعًا لأجد نفسي ما زلت أمشي وأنا نائم، إنه أمر لم يحدث لي من قبل..!
اتجهنا نحو الغابة التي في الجوار رغم الظلمة الحالكة التي تحيط بها، وظللنا نمشي فيها طوال الليل بحذر حتى لا ينكشف أمرنا, حتى وجدنا أنفسنا في منطقة فيها سكان، حينها كان المُهرّب قد أعاد فتح جواله، وحينما رأى من الإحداثيات أننا تجاوزنا ذلك المكان الذي كان يخشاه تعاون معنا، ووعدنا بإرسال سيارة لتعيدنا إلى العاصمة البيلاروسية منسك، وبمجرد الوصول أصبت بحمى شديدة ومرض غريب -مصحوبًا بالهلوسة- لازمني بضعة أيام، بعد ذلك الموقف العصيب والتجربة السيئة أخبرني صديقي بنيته العودة من حيث أتى والتراجع عن إكمال رحلة الهجرة واللجوء، حاولت ثنيه لكنه حسم أمره، فما لقيه جميعنا من أهوال تلك الليلة لا يمكن تخيله أو تحمله.. لم أكن أكثر مقدرة منه على التحمّل، لكن الأمر متعلق بعدم قدرتي على التراجع عن قرار اتخذته، ربما كان ذلك مثلبة أو ميزة..
كانت المحاولة الأولى تجربة قاسية وصادمة, وقد تناهى لمسامعنا أن دكتورًا يمنيًّا قد لقي حتفه في تلك الأماكن قبل أسابيع من رحلتنا، لذا شرعنا في إعداد وصايانا، فحررت ثلاث رسائل عبارة عن مقاطع صوتية، إحداها للأهل وأخرى للزوجة والثالثة لشخص مجهول، طلبت فيها مسامحة الجميع وإعذاري عن أي إخفاقات؛ كانت رسائل صادقة وعميقة مفعمة بالمشاعر الإنسانية وفيها بوح كبير بمكنون النفس، واعتذارات صادقة لمن استحقوا الاعتذار والتوضيح، بينما كانت الأخيرة لشخص مجهول، ذكرت فيها أرقام التواصل اللازمة بأهلي وناسي حال وجدونا وقد فارقنا الحياة, فالموت كان لصيقًا بنا ورائحته تحيط بنا من كل جانب.. !
أما الشاب ( نجم الوصابي) فقد ظل تسع سنوات متنقلًا بين الدول للوصول إلى أوربا، كانت إحدى المحاولات المميتة حينما تم تجميعهم في قارب مهترئ على الشواطئ الليبية وعددهم مئة وخمسون مهاجرًا, بينهم نساء وأطفال، حينما وصل القارب إلى منتصف الطريق، اضطربت الأمواج فاندلقت أوعية الوقود واختلطت بمياه البحر أسفل القارب، كانت الأمواج عنيفة مما أدى إلى انقلاب القارب رأسًا على عقبٍ، وفي ليل مظلم ومياه حارة كاوية غرق معظم المهاجرين، وكان بجواره امرأة متشبثة بحافة القارب المقلوب، رآها أحد المهاجرين فأخبرها أنه شاهد طفلها يغرق في مياه البحر فجلت وأرخت قبضة يديها فتلقفها الموج بعيدًا وغرقت.. لقد كانت من أصعب اللحظات التي لا تنسى, وهو يشاهد الأرواح تلفظ أنفاسها من حوله، إنها تجربة صعبة لايزال يعاني من أثرها.. وتلك محطة من محطات مختلفة من العذاب والعناء التي تم فيها اختطافه وبيعه أكثر من مرة بين المهربين والمليشيات المسلحة.!
ويذكر الدكتور هلال - وهو طالب دكتوراه يمني في الجزائر- إحدى محطات تجربته الصعبة في الهجرة إلى أوروبا، ففي إحدى المحاولات للتهرب عبر المغرب أثناء أزمة كورونا وإغلاق المنافذ، غرق قارب التهريب الذي كانوا عليه وسقط في الماء البارد خلال فصل الشتاء، حينها تم نقله من قبل الأمن المغربي وهو جثة متجمدة طافية على الماء في ساعات الفجر الأولى، نقله الجنود إلى الشاطئ ونهرو كلبًا ينام على بطانية بالية ووضعوه عليها لتعود إليه الحياة.. وفي محاولة أخرى، أشار عليه مهربون أن يسلك طريق طنجة وأن يلتقي هناك بمهربين يدلونه على الطريق عبر أحد الجبال، وحينما وصل ورفاقه فوجئ بهم يشهرون سكاكينهم ويضعونها في أعناقهم ويطلبون منهم تسليم ما بحوزتهم ثم الظهور أمام كاميرات وهم يبتسمون ويقولون: الحمد لله لقد وصلنا أخيرًا إلى إسبانيا، بينما هم ما يزالون في طنجة، وذلك من أجل أن يقوم الوسطاء بتسليمهم مبالغ التهريب رغم أنهم لم يوصلوهم لمبتغاهم.. وهناك تم تركهم بالملابس الداخلية جوعى بلا نقود..!
ويقول علي الصبري -وهو من المحظوظين الذين نجوا- : لم يكن بد من خوض غمار البحر سباحة للوصول إلى الجهة الأخرى من شواطئ المغرب للوصول إلى إسبانيا، وفي ساعات الفجر انسللت بخفة ومن معي نحو البحر، لكن الحرس تنبهوا لنا، فانطلقت كالسهم ثم وجدت نفسي أُراوح في مكاني رغم الجهود التي بذلتها للسباحة، وزاد الأمر فظاعة حينما لمحت صورة زوجتي وأطفالي على صفحة الماء يصرخون علي، فحزنت بشدة لكني ذكرت الله وتقدمت قليلًا، فرآني قارب الجنود الإسبان وانتشلوني..!
أما سلمان فيذكر قصة معاناته عندما بحث عن كراتين -لافتراش الأرض في إسبانيا- بداخل حاوية كراتين ورقية لاتقاء البرد، حينها سقط جواله فدخل إلى الحاوية لإحضاره، أثناء ذلك فوجئ بآلة تحمل الحاوية وتلقيه بداخل فرامة ابتلعت نصفه لينجو من الموت بعد ذلك بأعجوبة.. وبشير ونوح اللذان شاهدا الموتى على رمال الصحارى في السودان وليبيا وكيف تم وضع جثتين لإفريقيين - لقيا حتفهما من الجوع والتعذيب- وضعا بين أقدامهم على سيارة مكشوفة تمتلئ بالمهاجرين، كجزء من معاناة التعذيب والتجويع والاختطاف في ليبيا..
ولم يكن إسحاق أفضل حالًا في طريق إيران وتركيا ودول البلطيق, فقد تم تكديس خمسة وأربعين مهاجرًا بداخل باص مقفل مخصص للبضائع، وفي الطريق نفد الأوكسجين وبدأ المهاجرون يتساقطون بالإغماء، ولولا اشتباه السلطة البلغارية بالمركبة وتوقيفها للقي الجميع حتفهم اختناقًا..!

ليست الجنة
وفي استقراء لحال الكثير من الواصلين إلى دول اللجوء عن تجربتهم وعن طبيعة الحياة الجديدة، لم يُخفِ عدد منهم مشاعر الصدمة التي أصيبوا بها، فدول الغرب ليست الجنة التي كان يروجها ويزينها لهم أصدقاؤهم لإغرائهم بالهجرة واللجوء، بينما رأى البعض أنها بيئة غريبة لا تشبههم في كثير من الأمور، بالإضافة إلى مخاطر تربية الأطفال والمصير الذي سيؤولون إليه بناء على الثقافة هناك، وبخاصة للجيل الثاني والثالث لليمنيين الذين ستضعف روابطهم بثقافتهم ودينهم وبيئتهم الأصلية، فيما ستكون المهمة عسيرة على الآباء والجاليات للحفاظ على دين الأبناء ولغتهم وثقافتهم في بحر لجي مغاير.. وهناك من يرى الأمر من زاوية أنه فرصة جديدة للحياة في ظل واقع مليء بالحرية وفرص التعليم القوي والحقوق المضمونة وقدر من العدالة الاجتماعية.. وما على الوافد الجديد إلا الإقبال بـِهِمّة لتعلم اللغة والاندماج واكتساب المهارات اللازمة للمشاركة في الحياة العملية والاستفادة من الفرص المتاحة ..
لكن حاجز اللغة واختلاف الثقافات وصعوبة الدخول السريع في سوق العمل لمن لا يحملون مؤهلات مناسبة وتأهيل مناسب يشكل تحديًا للاجئين الجدد.. ورغم ذلك يستمر الموج المتنامي للهجرة ومغادرة البلد، ففي اإصائية للبنك الدولي ومنظمة اليونسكو للعام 2017م كان هناك سبعة ملايين مهاجر ونازح داخل اليمن وخارجها، فكيف الحال بعد مرور ثماني سنوات، خاصة مع تدهور الأوضاع وانتشار رقعة الفقر وانعدام الأمل في ظل فقدان أبسط مقومات الحياة..
لذا فالحديث عن عودة اللاجئين والنازحين لايزال أمرًا سابقًا لأوانه، ما لم تستعاد الدولة أولًا, وتتوفر بيئة آمنة للعائدين، فالحريات ضعيفة والوضع الاقتصادي منهار والأمان الشخصي مفقود، كما أن ذلك يفرض على الحكومات بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية إعداد برامج وخطط لاستيعاب العائدين وتسهيل اندماجهم من جديد في المجتمعات المحلية، بما يمكنهم من تقبل واقعهم الحالي والانخراط فيه..

تحديات العودة
وتبقى الغربة مريرة، والحنين بها للأهل والأوطان لاذع ومؤلم، والناس فيها بين فريقين:
الأول: هم فريق النازحين الذين يبحثون عن السلامة، ومثلهم فريق الطيور المهاجرة التي تبحث عن بيئة شبيهة تحاكي بيئتهم الأصلية حتى لا يخرجوا عن المعتاد..
والثاني: فريق المهاجرين صناع التغيير .. المهاجرون بحثًا عن بيئات مختلفة وفرص جديدة، وهم الذين يعيش على عائداتهم الملايين داخل الوطن، بل وقامت على أيديهم الحضارات ونهضة الأمم..!
إن تاريخ الهجرة والترحال لليمنيين قديم متجدد، وفي التراث اليمني وكتب التاريخ ما يعزز ذلك من هجرة سد مأرب إلى هجرة الحضارمة إلى جنوب وشرق آسيا وإفريقيا، وأيضًا الهجرة القديمة المتجددة هربًا من حكم الأئمة المستبد، لسان حالهم قول الشاعر المقالح:
سنظل نحفر في الجدار، إما فتحنا ثغرة للنور، أو متنا على وجه الجدار..
ومن ذلك قصيدة "البالة" الشهيرة للشاعر: مطهر الارياني، والتي تحكي معاناة الغربة والحنين للوطن المهجور، بسبب ظلم الحاكم وشظف العيش وألم الفراق للأهل والوطن، تقول القصيدة:
والليلة البال ما للنسمة السارية
هبت من الشرق فيها نفحة الكاذية
فيها شذى البن فيها الهمسة الحانية
عن ذكريات الصبا في أرضنا الغالية

والليلة العيد وأنا من بلادي بعيد
ما في فؤادي لطوفان الأسى من مزيد
قلبي بوادي «بنا» و«أبين» ووادي «زبيد»
هايم وروحي اسير الغربة القاسية

خرجت انا من بلادي في زمان الفنا
أيام ما موسم الطاعون قالوا دنا
وماتو اهلي ومن حظ النكد عشت انا
الباله عشت ازرع الأرض واحصد روحي الذاوية

ذكرت أخي كان تاجر أينما جا فرش
جو عسكر الجن شلوا ما معه من بقش
بكر غبش: أين رايح: قال: أرض الحبش
وسار.. واليوم قالوا حالته ناهيه

بكرت مثله مهاجر والظفر في البكر
وكان زادي من اللقمة ريالين حجر
وابحرت في ساعية تحمل جلود البقر
والبن للتاجر المحظوظ والطاغية

بحثت عن شغل في الدكة وداخل «عصب»
وفي الطرق والمباني ما وجدت الطلب
شكيت لاخواني البلوى وطول التعب
فقالوا: البحر، قلت: البحر وا ساعية

من كان مثلي غريب الدار ما له مقر.
فما عليه إن بكى وأبكى الشجر والحجر
أبكي لك ابكي وصب الدمع مثل المطر
ومن دم القلب خلِّي دمعتك جارية

غنيت في غربتي «يا الله لا هنتنا»
ومزق الشوق روحي في لهيب الضنى
راجع أنا يا بلادي يا ديار الهنا
يا جنتي يا ملاذي يا أمي الغالية

ختاما
لم تكن التغريبة اليمنية والنزوح بهذه الغزارة وبهذا الشمول والتنوع المتعدد الأوجه كما هو حاصل اليوم، فقد هاجر المسؤول والمواطن وهاجرت الحكومة والبرلمان والصغير والكبير والكهل والشباب والرجل والمرأة والأمي والمتعلم والمزارع والأكاديمي والكفاءات العلمية، وحتى المريض والطبيب والخطباء والوعاظ وحفاظ كتاب الله، بل ورأس المال، وكل ما له قيمة استُنزف وتسرب من داخل البلد، ولا يمكن عودته واسترداده إلا بعودة الدولة اليمنية دولةً للجميع، وتغليب سلطة القانون والمؤسسات، ودحر الانقلابات، والتمثيل العادل للجميع في السلطة والثروة وصولًا إلى وطنٍ آمنٍ ومستقر..