آخر تحديث :السبت-15 نوفمبر 2025-01:16م

مجلة جرهم


الأسرة العربية في ظل التطورات الرقمية

الأسرة العربية في ظل التطورات الرقمية

السبت - 15 نوفمبر 2025 - 01:16 م بتوقيت عدن

- مجلة جرهم ــ د. إحسان عبد الجليل شاهر ــ كاتب وأكاديمي متخصص في الفلسفة والعلوم الاجتماعية - اليمن


مدخل إلى الموضوع
التحول الرقمي هو عملية تطبيق التقنيات الرقمية في المؤسسات، وما يرافق ذلك التطبيق من تحسين لنظام إدارة العمليات التكنولوجية، وبالتالي فإن مستوى إدخال النظام الرقمي إلى عمل المؤسسة هو مؤشر هام على تطورها.
ويتزايد استخدام التقنيات الرقمية في العالم الحديث في مختلف المؤسسات المختلفة، وتلعب الحواسيب والبرمجيات دورًا رئيسيًا في التقنيات الرقمية، حيث تضمن معالجة المعلومات وتخزينها، وبواسطتها، يمكن أتمتة العمليات، وتحسين جودة التحليلات.
وهكذا، تُعد التقنيات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من العالم الحديث، وتضمن العمل الفعال وتبادل المعلومات في مختلف مجالات الحياة، ويتوقف استخدامها الناجح على وجود متخصصين مؤهلين تأهيلًا عاليًا وتحديثًا مستمرًا للمعرفة.
وقبل التطرق إلى تأثير التحولات الرقمية على بنية الأسرة وقيمها، علينا أن نتذكر أن الأسرة عبارة عن مجموعة اجتماعية صغيرة تقوم على الزواج وعلاقة الدم، ويرتبط أعضاؤها بحياة مشتركة ومسؤولية مشتركة وتعاون متبادل.
ويميز علماء الاجتماع بين الأسرة الحديثة والأسرة التقليدية، في الأولى لا تلعب المرأة دور الزوجة والأم وربة المنزل فحسب، بل تلعب أيضًا دور «العائل»، وتصبح أحيانًا هي المعيل الرئيسي، بينما تتسم الثانية بوجود تقسيم واضح للمسؤوليات بين المرأة والرجل: الرجل مسؤول عن كسب المال وإعالة الأسرة، والمرأة مسؤولة عن تربية الأطفال وإدارة شؤون المنزل.
بالإضافة إلى ذلك، تختلف الأسر الحديثة عن الأسر التقليدية من حيث الموقف من الأبوة والأمومة، حيث يعتبر الطفل في الأسر الحديثة شخصًا يستحق الاحترام وله رأيه الخاص، ولا يلاحظ ذلك في الأسر التقليدية، التي يقتضي نظامها الطاعة المطلقة لسلطة الوالدين.
وعمومًا، تتميز الأسر العربية التقليدية ببنيتها المتماسكة، والتكافل الاجتماعي، واحترام التسلسل الهرمي وغالبًا ما تكون هذه الأسرة ممتدة، تضم ثلاثة أجيال (أجداد، آباء، وأبناء) يعيشون في المنزل نفسه، ولا توجد إحصائيات دقيقة وموحدة حول نسبة هذه الأسر مقابل الأسر الحديثة، ولكن يشير الاتجاه العام إلى تزايد عدد الأسر الحديثة، والتي هي في الأساس أسر نووية، أي تتكون من زوجين (أب وأم) مع أبنائهم غير المتزوجين.
تواكب الكثير من الأسر العربية في المدن التحولات الرقمية، حيث يلاحظ زيادة عدد المستخدمين للتكنلوجيا الحديثة في المجالات المختلفة، ولكن هناك تفاوت في مدى الاستفادة من تلك التحولات، ويمكن تفسير ذلك بتفاوت المستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي لتلك الأسر.
بيد أن أُسَرًا كثيرة من سكان الريف في البلدان العربية لم تواكب التحولات الرقمية لجملة من الأسباب، ولعل أهمها هي :
1) تدني المستوى التعليمي للناس وانتشار الأمية؛
2) تدني دخل الفلاحين الفقراء والمتوسطين؛
3) عدم وجود مؤسسات عصرية في الريف؛
4) الطابع الاستاتيكي للحياة الريفية.
تشكيل العلاقات الأسرية
وسائل التواصل الاجتماعي هي مجموعة من منصات الإنترنت، التي تتيح للمستخدمين التواصل فيما بينهم وإنتاج محتوى خاص بهم، وهنا يدور الحديث عن موارد الويب، المصممة لتمكين المستخدمين من التواصل عبر الإنترنت، مثل الشبكات الاجتماعية، وشبكات مشاركة الوسائط المُتعدِّدة، وشبكات التدوين الاجتماعي، وشبكات المناقشة، وتطبيقات المراسلة الفورية.
وقد أصبحت وسائل التواصل جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، من خلالها نتواصل مع الأصدقاء تواصلًا معرفيًا ونفسيًا، ونتبادل الخبرات المختلفة، بل وحتى نتعرف على أشخاص جدد، وهذه ميزة اجتماعية تستحق بحد ذاتها البحث المستقل.
ولا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على علاقاتنا الأسرية، ومظاهر هذا التأثير متنوعة؛ ومنها أن تلك الوسائل غيرت أساليب التواصل بين الناس، حيث أصبح بإمكاننا -بكل يسر- التواصل مع الأقارب والأصدقاء من مختلف القارات، مما يفتح آفاقًا جديدة للحفاظ على علاقات وثيقة داخل الأسرة من عدمه.
كما تتيح لنا وسائل التواصل الاجتماعي مشاركة لحظات حياتنا مع جمهور واسع، وقد يؤدي هذا أحيانًا إلى صراعات وسوء فهم داخل الأسرة، لأنه عندما تصبح اللحظات الشخصية علنية قد تُثير نقاشات حول حدود الخصوصية والرغبة في مشاركة أحداث العالم.
وقد تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على إثارة مشاعر الحسد والإشكالات المتعددة داخل الأسرة، ذلك عندما يرى بعض أفرداها منشورات عن عطلات جميلة، أو أطفال ناجحين، أو هدايا فاخرة، الأمر الذي يتسبب في إجراء مقارنة كل ذلك مع حياتنا الخاصة.
ومن أهم جوانب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية هو الوقت الذي نقضيه على الإنترنت، فالتوقف عن التواصل في الحياة الواقعية لصالح التواصل الافتراضي يحدث فجوة في العلاقات الأسرية، ويعبر عن هذه الحالة الخطيرة بمفهوم «العزلة الرقمية»، الذي يشير إلى حالة انخراط الفرد في العالم الافتراضي عبر الأجهزة الذكية.
وقد تناهت إلى سمعي أخبار عديدة عن مشكلات نشأت بين الأزواج والزوجات بسبب العزلة الرقمية، ومنها فتور العلاقات الحميمية والعاطفية بين الزوج والزوجة، وعدم رضا بعض الزوجات بحياتهن المادية والاجتماعية، مقارنة بما يرين في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويحدث أحيانًا ما هو أكثر من ذلك خطورة، وهو بناء علاقات غرامية من خلال المواقع الاجتماعية والمحادثات الفورية، قد تفضي أحيانًا إما إلى الزواج وإما إلى ممارسة الخيانة الزوجية، وما قد ينطبق على الأبوين قد ينطبق على الأبناء.
وفي ما يتعلق بالزواج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أثبتت الوقائع فشل هذه الطريقة للأسباب التالية:
- عدم إمكانية التعرف على عادات الإنسان وسلوكه وقيمه ومزاجه وطريقة حياته في العالم الافتراضي.
- زيادة تعرض الإنسان في وسائل التواصل الاجتماعي للتلاعب والخداع والاحتيال.
- إن الحب المتبادل، الذي هو أساس بناء الأسرة، لا يمكن أن يتكون ويتجذر في النفس إلا من خلال الاتصال الشخصي.

التطورات الرقمية وقيم الأسرة
تقوم مؤسسة الأسرة على بعض القيم الأخلاقية والدينية، التي يتم توارثها من جيل إلى آخر من خلال التنشئة الاجتماعية، والتي هي عبارة عن عملية دمج الإنسان في بيئة اجتماعية معينة من خلال استيعاب معاييرها وقيمها وأيديولوجيتها.
يوجد في العالم الرقمي ما يناظر القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية للأسرة وما يعارضها، وبالتالي يتطلب التمسك بقيم الأسرة أن يكون المستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي قادرًا على تقييم الاتجاهات المعارضة للقيم التي يؤمن بها.
لقد صار العالم الرقمي منافسًا قويًا للوالدين في الوظيفة التربوية للأسرة، لا سيما في الأسر التي تعاني من العزلة الرقمية، أو في الأسر غير المتعلمة، أي الأسر غير القادرة على تقديم المعلومات العلمية اللازمة للإرشاد والإجابة على أسئلة الأبناء.
يؤثر العالم الرقمي بقوة على سلوك وقيم الأبناء، ويتجلى ذلك في تلاشي العديد من القيم التقليدية، ومنها على سبيل المثال توقير الوالدين والمعلمين، وكبار السن، والتكافل الاجتماعي، والسعي لتحقيق النجاح من خلال العمل الجاد.
ويؤدي ذلك إلى تعميق الخلافات بين الوالدين والأبناء، وخصوصًا في الأسر التقليدية، ذلك أن اكتساب الأبناء لقيم جديدة معارضة لقيم الأسرة يفهم على أنه تهديد لوحدة الأسرة، وتحدٍّ لسلطة الوالدين، وخروج عن التقاليد الأسرية.
صراع الأجيال
يبدو أن الصراع بين الأجيال مشكلة أبدية قائمة منذ القدم، ولكن صار أكثر حدة في العصر الحديث، والنقاط التي يدور حولها ذلك الصراع هي: 1) تربية الأطفال، 2) التغييرات في ظروف العمل نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي، 3) تغير النظرة العامة للعالم، 4) اختلاف المبادئ الأخلاقية.
ولن نتطرق هنا إلى كل تلك النقاط، لأن ما يهمنا هو فقط الفجوة الرقمية بين الوالدين والأبناء في استخدام التقنيات الحديثة، والتي أصبحت، في وقتنا الحالي، إحدى القضايا الملحة، لأنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالوظيفة التربوية للأسرة في العصر الرقمي.
تعاني الأسر من الفجوة الرقمية بين الوالدين والأبناء، وترجع هذه الفجوة إلى الأسباب التالية:
- يميل الأبناء إلى التكيف مع التقنيات الجديدة بشكلٍ أسرع، بينما قد يحتاج البالغون إلى مزيدٍ من الوقت والجهد لإتقان مهاراتٍ جديدة.
- ضعف الحافز والاهتمام لدى الوالدين، إذ لا يرى بعض الآباء والأمهات ضرورةً لإتقان التقنيات الجديدة.
- افتقار الكثير من الآباء والأمهات إلى المعرفة بالتقنيات الحديثة الأمر الذي يحد من تحكمهم وإدارتهم لاستخدام أبنائهم لتلك التقنيات، حيث يؤثر مستوى التعرض لوسائل التواصل والمواقع المختلفة إما إيجابا في اكتساب الأبناء لمهارات وخبرات جديدة تساعدهم في التعليم وبناء الذات في حين يصعب على الآباء تحفيزها وتدعيمها، أو سلبًا في انجرافهم إلى المحتوى الهابط, وبالتالي التأثير على قيمهم ومعارفهم وأخلاقهم وغير ذلك مما لا يستطيع الآباء والأمهات التحكم فيه نتيجة لقلة خبراتهم في هذه الجوانب.
وتؤدي الفجوة الرقمية إلى العديد من النتائج السلبية التالية:
- صعوبة التواصل، إذ قد تواجه الوالدين والأبناء صعوبة في التواصل مع بعضهم البعض إذا استخدموا قنوات وأدوات مختلفة للتواصل.
- نشوء الخلافات الأسرية.
- مشكلات في تعلم الأطفال ونموهم، فقد يواجه الأطفال صعوبة في التعلم إذا لم يتمكن الوالدان من مساعدتهم على معرفة الموارد الرقمية اللازمة للتعلم.
ومن أجل سد الفجوة الرقمية، لابد من تدريب الوالدين، أي تنظيم دورات تدريبية وورش عمل متخصصة في الثقافة الرقمية للوالدين ومشاركة التقنيات، أي يمكن للوالدين والأبناء إتقان التقنيات الجديدة معًا، وتبادل المعرفة والخبرات.
تُعدّ مسألة الحرية الفردية بين الشباب موضوعًا ساخنًا يَمسُّ جوانب مختلفة من الحياة، حيث من جهة، يسعى الشباب إلى مزيد من الاستقلالية والقدرة على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، ومن جهة أخرى، يواجهون قيودًا يفرضها عليهم المجتمع أو الأسرة أو الدولة.
في الواقع، هناك العديد من الأسباب لظهور مفاهيم جديدة للحرية الفردية، وإحداها متعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، التي تولد إمكانيات جديدة للتعبير عن الذات والتواصل، وقد يرتبط ذلك بظواهر سلبية مثل التنمّر الإلكتروني، وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، والتضليل، ورفض آراء الوالدين بدون تمحيص بحجة الحرية الفردية.

التربية الرقمية
التعليم الرقمي عملية تعلم وتعليم تعتمد على استخدام واسع للتقنيات والأدوات الرقمية، حيث يتضمن التعليم استخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة لنقل المعرفة والمهارات، مما يتيح التعلم في أي وقت وفي أي مكان.
يتمتع التعليم الرقمي بجملة من المزايا، وهي:
1) سهولة الوصول إليه، حيث يمكن للطلاب اكتساب المعرفة من أي مكان في العالم يتوفر فيه الإنترنت؛
2) يوفر التعليم الرقمي مرونة في توقيت ووتيرة التعلم؛
3) يمكن بواسطته تصميم برامج تعليمية تناسب الاحتياجات الفردية لكل طالب؛
4) يُتيح توفير الكثير من الوقت والموارد.
ولكن قد تستخدم التكنلوجيا الرقمية من قبل الأبناء ليس للتعليم والتعلم، وإنما لتغذية الروح الاستهلاكية والترفيهية، حيث يستخدم المستهلكون مجموعة متنوعة من أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل مواقع تقييمات المستهلكين، والمدونات، ومنصات التواصل الاجتماعي، والمجتمعات الإلكترونية، للعثور على مستهلكين آخرين والتواصل معهم والتفاعل معهم من خلال نشر التقييمات ومشاركة تجارب التسوق عبر الإنترنت.
ومن المعروف أيضًا أن التكنولوجيا تساعد في مجال الترفيه، حيث يتم استخدام الحواسيب على نطاق واسع لمشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت، وإنشاء أفلام الرسوم المتحركة، وألعاب الفيديو، واستخدام تطبيقات الحاسوب لتحرير الصور ومقاطع الفيديو.
وأحسب أن استخدام الأبناء للتكنولوجيا للأغراض الترفيهية أكثر من استخدامها للأغراض الاستهلاكية، ويرجع السبب إلى الخصائص العمرية للأبناء، وليس من الصواب أن يعمل الوالدان على صرف الأبناء عن هذا النشاط، ولكن فقط على تخصيص وقت معلوم له، حتى لا يكون هذا النوع من النشاط على حساب التعليم والتعلم، أو التأثير السلبي عليهم من خلال التعرض لمنصات التدمير الأخلاقي وما أكثرها حاليًا.
وبالطبع تواجه الوالدين صعوبات في ضبط استخدام الأبناء للتقنية، ولكن يمكن التغلب عليها من خلال الدور التربوي للوالدين، القادرين على إقناع الأبناء بالأضرار الاجتماعية والثقافية والتعليمية، الناشئة عن الإفراط في استخدام التكنلوجيا الرقمية للأغراض الاستهلاكية والترفيهية.
كما يمكن للآباء أن يبينوا للأبناء الأضرار الصحية لاستعمال التقنيات الرقمية، حيث أثبتت الأبحاث العلمية أن الناس الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات الرقمية أكثر عرضة للإصابة بأمراض، مثل قصر النظر، والاستجماتيزم، والحساسية، والتهاب جذور الرموش، وجفاف العين.

الأسرة العربية بين التكيف والمقاومة
تتمثل مخاوف العائلات العربية المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية، في ثلاث نقاط رئيسية:
1) الخوف من فقدان القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية للأبناء،
2) الخوف على الأبناء من المجرمين الرقميين،
3) الخوف من مشاهدة الأبناء للمواقع الإباحية.
لكن كل تلك المخاوف لم تمنع الأسر العربية من استخدام التقنيات الرقمية، التي أصبحت ضرورة من ضرورات العصر الحالي، ولذا أصبح التفكير منصبًا فقط على حماية الأبناء من التأثيرات المنافية لقيم الأسر العربية، وبما يضمن أمن الأبناء من الانحرافات السلوكية والمجرمين الرقميين.
من حيث المبدأ، يمكن للعائلات الاستثمار في التكنولوجيا دون فقدان هويتها، والحفاظ على التوازن بين العالمين الرقمي والواقعي، وأقترح بعض الطرق العامة لبلوغ تلك الغاية، والتي يتطلب تطبيقها حضورًا قويًا للوالدين في الأسرة:
- قبل كل شيء، ناقش مع عائلتك القيم التي ترغب في الحفاظ عليها والأهداف التي ترغب في تحقيقها، وبين لهم أنه من المفترض أن تخدم التكنلوجيا هذه الأهداف، لا أن تحل محلها، ويجب أن يتسم هذا النقاش بالصراحة والوضوح.
- اتفق مع أفراد عائلتك على أوقات إيقاف تشغيل التكنولوجيا والمجالات التي يُحد من استخدامها؛ على سبيل المثال، يمكنك وضع قاعدة "ممنوع استخدام الهواتف على مائدة العشاء" أو "ساعة عائلية خالية من التكنولوجيا".
- ويجب توجيه الأبناء للمشاركة في الأعمال الاجتماعية والثقافية، وتشجيعهم على توظيف التقنيات الرقمية لخدمة تلك الأعمال، وبهذه الطريقة يمكن إشغالهم عن العمل الطويل على الأدوات التقنية، واستخدام هذه الأدوات في الأعمال النافعة.
- استكشفوا الثقافة الرقمية معًا، وناقشوا السلامة على الإنترنت، وشاركوا في ألعاب أو مشاريع تعليمية عبر الإنترنت، تُسعد جميع أفراد الأسرة، وتكون موضوعًا للنقاش الجاد والمثير للاهتمام، وتعزز هذه الطريقة الدور التربوي للوالدين.
كما يجب على الوالدين تطوير مهارات التفكير النقدي للأبناء حتى يكون بمقدورهم تقييم المعلومات التي يتلقونها عبر الإنترنت تقييمًا نقديًا، وعدم أخذ كل شيء على محمل الجد، وسوف يساعد ذلك الأبناء على الحفاظ على المنطق السليم وتجنب التلاعب.
- وتذكروا أهمية التواصل وجهًا لوجه، فالتكنولوجيا لا ينبغي أن تحل محل التواصل وجهًا لوجه، واشرحوا لأبنائكم هذه الحقيقة، واقضوا وقتًا مع أبنائكم في الطبيعة، ومارسوا الرياضة، وزُوروا الأصدقاء والأقرباء لتقوية الروابط الاجتماعية.
- كما يجب على الوالدين أن يشجعوا الأبناء على استخدام التكنلوجيا للتعبير عن الإبداع والذات، وليس فقط لاستهلاك المحتوى الذي تقدمة التكنولوجيا الرقمية، على سبيل المثال مارسوا التصوير ومونتاج الفيديو، وابتكروا شيئًا جديدًا معًا تتمكنون به من خدمة أنفسكم وبث رسالة مفيدة للآخرين.
-